كريم للحساسية الجلدية

تمت مراجعته طبيًا بواسطة

Dr. Khaled Rabaya, BDS

الحساسية هي استجابة مفرطة من جهاز المناعة تجاه مواد غير ضارة تُعرف بـ”المواد المثيرة للحساسية”. في هذه الحالة، يخطئ جهاز المناعة في التعرف عليها ويعتبرها تهديدًا، مما يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية مثل الهيستامين. نتيجة لذلك، تظهر أعراض جلدية مثل الاحمرار، التورم، الحكة، والطفح الجلدي. تختلف شدة التفاعل حسب نوع المادة المحسسة ودرجة حساسية الجسم.

المواد المثيرة للحساسية

المواد المثيرة للحساسية تشمل مجموعة واسعة من العوامل التي قد تؤدي إلى تفاعلات تحسسية، ومنها:

  1. الأدوية: بعض الأدوية قد تسبب رد فعل تحسسي لدى بعض الأشخاص. كالمضادات الحيوية مثل البنسلين والسيفالوسبورينات، ومسكنات الألم مثل الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs). قد تظهر الأعراض على شكل طفح جلدي، حكة، تورم، أو حتى تفاعلات شديدة مثل صدمة تحسسية.
  2. النباتات: مثل الطلع (Pollen) الذي يسبب حمى القش وأعراض جلدية، أشجار الزيتون التي قد تثير الحكة والطفح الجلدي. كما اللبلاب السام والبلوط السام، نبات القريص.
  3. الأطعمة: بعض الأطعمة قد تسبب تفاعلات تحسسية عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاهها. المكسرات مثل الفول السوداني أو اللوز، الأسماك، والحليب ومنتجاتها. الأعراض تتراوح بين الطفح الجلدي أو الحكة إلى أعراض أكثر خطورة مثل صعوبة التنفس أو صدمة تحسسية.
  4. الحشرات: لسعات ولدغات الحشرات يمكن أن تؤدي إلى رد فعل تحسسي، مثل لسعات النحل أو لدغات البعوض. قد تتسبب هذه الحشرات في ظهور طفح جلدي أو تورم في المنطقة المصابة، وقد تتطور الأعراض إلى ردود فعل أكثر شدة.
  5. المواد الكيميائية: مثل مستحضرات التجميل، أو المنظفات المنزلية، التي قد تحتوي على مواد مهيجة تسبب تفاعلات تحسسية. الأعراض قد تتضمن تهيجًا في الجلد، احمرارًا، حكة، أو طفح جلدي.

التفاعلات التحسسية وظهور الأعراض

عندما يتعرض الجلد للمادة المثيرة للحساسية، يبدأ جهاز المناعة بإفراز مواد كيميائية تُسبب التهابات في الجلد. تظهر هذه الالتهابات في شكل أعراض جلدية متنوعة، مثل:

  • الاحمرار: نتيجة لتوسّع الأوعية الدموية في الجلد.
  • التورم: بسبب تجمع السوائل في الأنسجة.
  • الحكة: نتيجة للتفاعل الكيميائي الذي يسببه الهيستامين.
  • الطفح الجلدي: مثل البقع الحمراء أو البثور الصغيرة.

 تزداد شدة الأعراض عندما يتعرض الشخص للمادة المثيرة للحساسية بشكل مستمر أو متكرر، لأن جهاز المناعة يصبح أكثر استجابة للمادة في المرات التالية.

أنواع الكريمات لعلاج الحساسية الجلدية

تعمل الكريمات الموضعية على تخفيف الأعراض بشكل سريع ومباشر، مثل تقليل الالتهاب، التورم، الحكة، والاحمرار. تختلف آلية عمل الكريمات حسب مكوناتها النشطة، ومنها:

كريمات الستيرويد الموضعية

  • تحتوي على هيدروكورتيزون أو مواد مشابهة تعمل كمضادات للالتهاب.
  • تُستخدم في حالات مثل الإكزيما، التهاب الجلد التأتبي، والتهاب الجلد التماسي.
  • يجب استخدامها بحذر لتجنب الآثار الجانبية مثل ترقق الجلد.
  • كريمات مضادة للهستامين:

كريمات مضادة للهستامين

  • تحتوي على مكونات مثل الديفينهيدرامين التي تثبط تأثير الهيستامين، مما يخفف الحكة.
  • تُستخدم في حالات الحكة الناتجة عن لدغات الحشرات أو التفاعلات التحسسية البسيطة.
  • قد تسبب الدوار أو النعاس.

كريمات الكالامين

  • يحتوي الكالامين على أكسيد الزنك الذي يساعد في تهدئة الجلد وامتصاص الرطوبة الزائدة.
  • تُستخدم في علاج الطفح الجلدي الناتج عن لدغات الحشرات أو جدري الماء.
  • قد يسبب جفاف الجلد إذا استخدم لفترات طويلة.
  • كريمات مرطبة:

كريمات مرطبة

  • تحتوي على الجلسرين أو الفازلين لترطيب الجلد ومنع جفافه.
  • تُستخدم في حالات مثل الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.
  • قد تحتوي على مكونات قد تسبب تفاعلات تحسسية عند بعض الأشخاص.

استخدامات كريمات الحساسية الجلدية 

الكريمات الموضعية من العلاجات الأساسية لتخفيف أعراض الحساسية الجلدية، حيث تقدم تأثيرًا سريعًا وفعّالًا. ومع ذلك، من الضروري تشخيص الحالة بدقة واختيار الكريم الأنسب وفقًا لنوع الحساسية الجلدية:

  • الإكزيما: تستخدم الكريمات الستيرويدية والمرطبة لتقليل الالتهاب وتحسين مرونة الجلد. تساعد الستيرويدات في تقليل الاستجابة المناعية المفرطة، بينما تعمل الكريمات المرطبة على تجديد الحاجز الجلدي.
  • التهاب الجلد التأتبي: في هذه الحالة، تُستخدم الكريمات الستيرويدية والمرطبة للحد من الالتهاب والتورم، حيث تعمل الستيرويدات على تقليل استجابة الجهاز المناعي، بينما تحافظ الكريمات المرطبة على ترطيب الجلد وتعزز عملية الشفاء.
  • التفاعل التحسسي الموضع: عند حدوث تفاعل تحسسي بعد التلامس مع المواد المثيرة للحساسية، تُستخدم كريمات مضادة للهستامين لتخفيف الحكة والاحمرار. هذه الكريمات تثبط تأثير الهيستامين، المسؤول عن ظهور الأعراض التحسسية الجلدية.
  • الأرتكاريا (الشرى): تُستخدم كريمات مضادة للهستامين أيضًا في حالة الأرتكاريا لتخفيف الأعراض مثل الحكة والتورم الناتج عن تفاعل الجسم مع المحفزات التحسسية. تعمل هذه الكريمات على تقليل التورم والتهيج.

الآثار الجانبية المحتملة

رغم فعالية الكريمات الموضعية، قد تتسبب بعض الأدوية في آثار جانبية مثل:

  • ترقق الجلد: قد يؤدي الاستخدام المفرط للكريمات الستيرويدية إلى ترقق الجلد وزيادة القابلية للإصابة بالعدوى.
  • الحساسية الموضعية: بعض الكريمات قد تسبب تفاعلات تحسسية جديدة في الجلد.
  • العدوى الثانوية: قد يؤدي الاستخدام المستمر للستيرويدات إلى ضعف المناعة الجلدية، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفطرية.